ليبرتي مخيم لإعادة التوطين والمكان المؤقت للعبور (TTL) أو مخيم للتدمير ومعتقل للعمل القسري؟!!
بعد أن خاب حكام إيران الفاشيون وعملائهم في القضاء على المعارضة الإيرانية والمجاهدين القاطنين في مدينة اشرف بمحافظة ديالى منذ 26 سنة باستخدام حصار جائر شامل وبقوة السلاح وأبشع الاساليب الهمجية والوحشية التي راح ضحيتها 62 شهيداً بما فيهم ضحايا الحصارالطبي، ظن المتآمرون أي حكام إيران وعملائهم في العراق بانه اذاتم غلق مدينة اشرف وهي صامدة كبنيان مرصوص ونقل المجاهدين الى مكان آخر في العراق فسوف يتحقق هدفهم للقضاء على المعارضة الإيرانية فبناء على ذلك جاء وا بهذه الفكرة ليضعوا المجاهدين بين كماشه الاستسلام والخنوع أو الموت...
جدير بالذكر أنه وفي تموز 2009 و نيسان 2011 شنت القوات العراقية هجومين مهلكين على مدينة أشرف فقتلوا العشرات من سكانها العزل وأصابوا مئات آخرين بالجرح فأخذوا العشرات رهائن كما هدموا وسرقوا ملايين الدولارات من تسهيلات وأموال هؤلاء في أشرف.
فالحكومة العراقية وبعد مجزرة عام 2011 وقتل 36 من الاشرفيين خير السكان بين ترك ومغادرة أشرف وبين مواصلة قتلهم وإبادتهم الى آخر واحد منهم فهكذا طردوا السكان من أشرف وشردوهم من بيتهم الذي بنوها بايديهم وعلى نفقتهم تماما منذ 26 سنة ونقلوهم قسرا الى مخيم يدعى ليبرتي وهو حقا سجن...
مخيم ليبرتي الذي يقع قرب مطار بغداد الدولي لا تتم فيه تلبية حد الأدنى من التطمينات للحماية والأمن وتوفير مستلزمات معيشية للسكان فالهدف الرئيس للتهجير والترحيل القسري لسكان أشرف إلى ليبرتي كان القضاء المعارضة الإيرانية وتحطيم مقاومة الأشرفيين وعزيمتهم في قضية إسقاط الفاشية الدينية الحاكمة في إيران.
الدفعة الأخيرة من سكان اشرف تم نقلها الى ليبرتي في اكتوبر / تشرين الأول عام 2012 فهكذا تم نقل جميع سكان أشرف ما عدا 100 شخص منهم الذين بقوا في أشرف لحسم قضية الأموال العائدة الى السكان والتي تبلغ أسعارها ملايين الدولارات وذلك بموجب اتفاق رباعي دولي أجري بين كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والحكومة العراقية وقيادة سكان أشرف لكن الحكومة العراقية ورغم أنها وافقت على هذا الاتفاق المبني على بقاء 100 من السكان في أشرف، لم يكف عن ارتكاب الجرائم في حق السكان ودبرت وفي الأول من أيلول الماضي (2013) هجوما وحشيا جديدا على الجماعة الأخيرة المتواجدة في اشرف و وارتكبت جريمة مروعة وبشعة أخرى في حق هؤلاء المئة العزل، أعدم 52 منهم بطلقة الرحمة وهم مكتوفي الأيدي وأخذوا 7 آخرين رهائن منهم 6 نساء مجاهدات وهم مازالوا ورغم مضت سنتين رهائن بيد الحكومة العراقية فلم يطلق سراحهم بعد كما
فإن الأشرفيين ومن غداة يوم وصولهم الى ليبرتي كشفوا أنهم نقلوا الى سجن أو أو مخيم للتدمير حيث وجدوه يفتقر الى أدنى المعايير الانسانية والكرامة وبالتالي جوانب من المضايقات اللاانسانية المفروضة على سكان مخيم ليبرتي:
- حرمان المرضى من الوصول الى المستشفيات أو ايذاءهم واستفزازهم عند ذهابهم الى الطبيب والتدخل في أمرهم ومنع المرضى من شراء الأدوية الموصى بها من قبل الطبيب من الصيدليات علما انه ونتيجة هذه العراقيل توفي 4 من السكان منهم امرأتان مجاهدتان.
- القيام بدوريات عسكرية مستمرة داخل المخيم وتحريض السكان علما أن هناك ألف امرأة مجاهدة مسلمة من بين سكان المخيم.
- الإخلال بدخول المواد الغذائية عند وصولها الى المخيم وعدم السماح بدخولها إلا بعد مضي أيام حيث فسد العديد منها.
- عدم السماح بدخول الاعلام والمحاميين والوفود المبعوثة من بارلمانات مختلف دول العالم كما لا يسمح لذوي السكان زيارة أبنائهم المحاصرين في ليبرتي.
- عدم السماح بدخول اي مادة وآلة انشائية الى المخيم كالشفل و كالسمنت والطابوق والجص و...
- تهديد وايذاء سواق العجلات الخدمية لإرغامهم على ترك العمل في ليبرتي
- عدم وجود الكهرباء الوطنية اطلاقا في ليبرتي فعدم السماح بتوريد قطع غيار المولدات المستهلكة الموجودة في المخيم وبعضها عاطلة عن العمل تماما
لكنه لم يقتصر النظام الإيراني وعملائهم في العراق على خلق مثل هذا الوضع المأساوي لسكان ليبرتي فجاوزوه والتجأوا الى استخدام أبشع الأساليب الارهابية والهمجية أي قصف سكانه المدنيين العزل ففي فجر يوم 9 شباط 2013 تعرض المخيم لعشرات من الصواريخ ما أدى إلى مقتل 8 سكان بينهم امرأة مجاهدة وإصابة مئات آخرين كما تعرض وللمرة الثانية لهجوم صاروخي آخر في نيسان 2013 فبالتالي وبتاريخ 15 حزيران تم الهجوم الصاروخي الثالث على مخيم ليبرتي حيث ترك شهيدان اثنان منهما امرأة مجاهدة ومئات الجرحى وأخيرا وبتاريخ 26 كانون الأول تعرض المخيم لهجوم صاروخي آخر أسفر عن مقتل 4 سكان وإصابة المئات بالجرح فهكذا أصبح عدد الاعتداءات الصاروخية على المخيم أربع اعتداءات فقط في عام 2013 وعدد الشهداء 14 شهيدا اضافة الى مئات الجرحى.
لكنه وبعد تعرضه لأربع اعتداءات صاروخية لم يحظ ليبرتي بعد بأدنى مستوى الأمن حيث يحرم السكان من إدخال الجدران الكونكريتية والملاجئ داخل المخيم لتوفير أدنى الحماية في مواجهة مثل هذه الاعتداءات الصاروخية المستمرة فهذه نتيجة اللامبالاة والصمت المخجل الذي التزمت به ولاتزال الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية تجاه ما يجري في حق سكان ليبرتي رغم أنهم أفراد محميين بموجب المعايير والاتفاقيات الدولية منها اتفاقية جنيف الرابعة والولايات المتحدة وحسب وعودها المكتوبة تجاه السكان فردا فردا في عام 2003 فهو المسئول عن توفير الحماية لهم والحفاظ على أرواحهم وذلك يكمن إما في توطين جميع السكان في أمريكا وإما في نشر قوات ذات قبعات الزرق التابعة للأمم المتحدة في ليبرتي لغرض الحماية وتوفير الأمن لسكانه العزل.
فكهذا قدم سكان ليبرتي أنفسهم أضاحي على مذبح الحق والحرية فداء للشعب الإيراني وقرابين لهم عاقدي العزم على إسقاط الفاشية الدينية الحاكمة في إيران مهما كلف الثمن فلقد صدقنا قائلين إن ليبرتي بؤرة الأمل رغم أنه محاصر بين النار وخناجر الغدر.